(لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) من خلال انفتاحهم على إشراقة الوحي في فكره وروحه وشريعته التي تمثل النور الذي يضيء للمؤمنين طريقهم إلى الله ، وإلى الحياة المتطلعة إليه وإلى رضوانه.
(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) ، لأن ذلك هو مظهر القرب إليه ، في ما يريد أن يقرب عباده إلى مواقع سعادتهم في الآخرة في دار النعيم ، (قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) في ما وعدهم به من الرزق الحسن الذي لا حدود له ، فقد جعل لهم ما تشتهي أنفسهم ، كما جعل لهم ما يدّعون (نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) [فصلت ، ٣٢] ، في ما يغفره من خطاياهم وفي ما يرحمهم في مواقع حاجتهم إليه ، ولا شيء في وجودهم إلا وهو محتاج إليه.
* * *
خلق سبع سماوات وسبع أرضين
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) فهناك أرضون سبع ، لم يتحدث عن عددها إلا في هذا الآية ، بينما تحدّث في أكثر من آية عن السماوات السبع ، ولكن لم يعرف ما هو المراد بالأرضين السبع ، فهل هناك سبع كرات من نوع الأرض التي نحن عليها ، والتي نحن عليها إحداها ، أو الأرض التي نحن عليها سبع طبقات محيطة ببعضها البعض ، والطبقة العليا بسيطها الذي نحن عليه ، أو المراد الأقاليم السبعة التي قسّموا إليها المعمور من سطح الكرة؟ وجوه ، ذهب إلى كل منها جمع ، ولكن لا طريق لنا إلى معرفة ذلك ، لأن الله أجمل لنا ذلك ، ولم تفصله لنا السنة في ما صح منها ...
(يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ) أي بين السماوات والأرض ، في ما يدبر به الله أمر