في أجواء السورة
وهذه سورة مدنية تتنوع أغراضها وموضوعاتها ، ففي الجزء الأول منها ، حديث مع النبي عن بعض خصوصياته اليومية ، في ما كان يجهد به نفسه من الرفق بمن حوله ، لا سيما أزواجه ، بالامتناع عن بعض ما أباح الله له مما كان يحب أن يفعله ، فقد أراد الله منه أن يأخذ حريته في ذلك ، حتى لو كان قد حرمه على نفسه بيمين أو بغير يمين.
ثم تلامس السورة في الجزء الثاني بعض المشاكل التي كانت تحدث في داخل البيت الزوجي ، من قبل بعض زوجاته اللاتي أفشين سره الذي أراد منهن حفظه. ثم تثير الموضوع بلهجة قاسية توحي بأن صبره على الإساءة إليه لا يعني ضعفا فيه ، لأن الله وملائكته وصالح المؤمنين يساندونه في كل شيء ، وتهدّدهن بالطلاق ، وباستبدالهن بخير منهن ، إذا أصررن على التعسف في علاقتهن به.
ثم يأتي الجزء الثالث ليوجه المؤمنين إلى حماية أنفسهم وأهليهم من النار ، وإلى التوبة النصوح إلى الله من ذنوبهم ، ليحصلوا على الجنة يوم القيامة.