خنت فلانا وخنت أمانة فلان (١).
* * *
المرأة في مستوى المثل للآخرين
وفي هذه الآيات نلتقي بالمرأة لتكون مثلا حيّا للخط السلبي والخط الإيجابي في سلوك الإنسان ، الرجل والمرأة ، فكانت المرأة الكافرة في نموذجين مثلا للذين كفروا ، وكانت المرأة المؤمنة في نموذجين ، مثلا للذين آمنوا ، لنأخذ من ذلك الفكرة الإسلامية التي تتحدث عن المرأة من موقع القيمة التي تصلح عنوانا للضعف البشري ، أو تكون وجها من وجوه القوّة الإنسانية ، لتوحي بأن الضعف الأنثوي لا يمثل الحتمية الخالدة في شخصية المرأة ، بل يمكن لها أن تنمّي عناصر القوة في شخصيتها ، لتحصل على الشخصية القوية التي تكون قدوة ومثلا حيّا إيجابيا للرجل والمرأة معا ، مما يلغي الفكرة التي تنظر إلى المرأة من موقع الضعف الذي لا مجال فيه لأيّة قوة.
* * *
امرأتا نوح ولوط مثل للكافرين
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ) فكانتا زوجتين لنبيين من أنبياء الله هما نوح ولوط ، (فَخانَتاهُما) في موقفهما المضاد للرسالة ، حيث اتبعتا قومهما في الكفر ، ولم تنسجما مع طبيعة موقعهما الزوجي الذي يفرض عليهما أن تكونا من أوائل المؤمنين بالرسالة ، لأنهما تعرفان من استقامة زوجيهما وأمانتهما
__________________
(١) مفردات الراغب ، ص : ١٦٢.