الخالدة في علاقة الإنسان بالله في رحلته إلى الآخرة.
(وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) الذي يخضع فيه الإنسان للخداع الذي يوحي به البصر أو اللمس أو السمع أو نحو ذلك مما يجتذب الذات لتستغرق في لذته وشهوته وزينته ولهوه وعبثه فلا ينفتح على عمق المعنى الكامن في داخله ، وعلى امتداد الفكر الذي تملكه النهايات في معناها. فلا بد للإنسان من أن ينتبه ويستيقظ ، فلا ينظر إلى سطح الأمور ، بل يحدق في عمقها ، ولا يتطلع إلى بداياتها ، بل يعمل على أن ينظر إلى نهاياتها ، لأن قيمة كل شيء في مضمونه لا في شكله ، وفي نهايته لا في بدايته.
* * *
التسابق إلى مغفرة الله
(سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) لتحصلوا على محبته ورضوانه في ما تتقربون به إليه من الأعمال الصالحة التي تذهب بالسيئات ، وتغير طبيعة الشخصية في كيانكم من خلال تغيير المعنى الكامن في أفكاركم ومشاعركم في علاقتكم بالله ، من مواقع الرغبة في طاعته بدلا من الانسحاق تحت الضغوط الذاتية التي تثير الأجواء النفسية في اتجاه معصيته. وإذا كانت الحياة فرصة طائرة في الزمن ، مما يجعل منها شيئا خاضعا للزوال بين لحظة وأخرى ، فإن على الإنسان أن يبادر في ساحات السباق مع الآخرين ومع الزمن ليحصل على المغفرة ، اليوم قبل غد ، لأنه لا يدري متى يأتي أجله ، فتضيع منه فرصة الحصول على مغفرة الله (وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) في تعبير كنائي عن السعة التي تحتوي الكون الذي يعرفه الإنسان ، كمظهر من مظاهر رحمته في ما يريد لعباده المؤمنين الصالحين من النعيم الخالد في الآخرة ، (أُعِدَّتْ