(بَأْسٌ) : البأس هو الشدة في التأثير.
* * *
هدف الرسالات قيام الناس بالقسط
ما هي مهمة النبوات في حركة الرسل؟ هل هي مهمة روحية يستغرق فيها الإنسان في داخل الأجواء الروحية الغارقة في عالم الغيب الذي ينفتح على الله في حركة عبادية خالصة تحتوي القلب والوجدان والشعور ، لتكون النبوات حركة في دائرة العبادة في ما تتمثل فيه من الصلاة والصوم ونحوهما.
أو هي مهمة حياتية شاملة تمتد إلى كل جوانب حياة الإنسان ليرتبط الجانب الروحي بالجانب المادي ، في إيجاد حالة من التوازن في الكلمات والأفعال والمواقف والعلاقات ، بحيث لا يطغى أحد على أحد في الحقوق والواجبات ، في ما توحي به كلمة «العدل» من المعنى التشريعي الذي يحدد لكل ذي حق حقه ، ويربي الناس على السير في هذا الاتجاه ، ليكون «الإنسان العادل» هو الذي يطبق الشريعة العادلة ، ويبني الحياة على أساس العدل؟
إن الآية التالية تؤكد المعنى الثاني الذي يجعل من الرسالة حركة في الواقع ، بدلا من أن تكون مجرد حركة في الروح.
(لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ) التي يقتنع فيها العقل بحقائق العقيدة وجدية الشريعة ، بالأدلة الواضحة التي تسقط أمامها كل الشبهات لأن الله لا يريد للناس أن يؤمنوا الإيمان الأعمى الذي يسلم بالفكرة من دون قناعة فكرية مرتكزة على الحجة والبرهان ، لأن مثل هذا الإيمان لا يوحي للإنسان باحترام نفسه وعقله ، ولا يوحي له باحترام العقيدة التي يؤمن بها ، مما يجعل مسألة الإيمان ، في الوعي القرآني ، مسألة تتصل بالعقل والشعور ، ليتحرك العقل في