المعادلات الفكرية ، ولينطلق الشعور في الإيحاءات الشعورية ، في ما يمثل حركة العقل والشعور في الإيمان بالحقيقة الفكرية الشعورية. وقد لا يكون من المفروض أن تكون مفردات الإيمان عقلية في ذاتها ، بل يكفي أن تكون عقلية في مرتكزاتها ومواقعها الفكرية.
(وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ) الذي يتضمن مفردات الوحي الإلهي في المفاهيم العامة للدين ، وفي الشرائع التفصيلية لحركة الحياة في نظامها العملي ، (وَالْمِيزانَ) الذي يمثل الخط الفكري والعملي الذي يزن القضايا والأوضاع والمواقف والكلمات ، ليمنعها من الاختلال والانحراف عن الخط المستقيم ، فيعرف كلّ إنسان من خلال ذلك دوره العملي في ما له وما عليه من الحقوق والواجبات تجاه ربه ونفسه وحياة الناس من حوله ، ويتصور على هذا الأساس أن الحياة ليست هي الساحة التي يتحرك فيها الفرد في أنانيته الذاتية في ما قد يتخيله من أنه هو وحده صاحب الحق في كل مواقعها ، بل هي الساحة التي يملك فيها كل إنسان موقعا خاصا في ما يريد أن يأخذ من أوضاعها العامة والخاصة ، فيدرك أنها تتسع له وللآخرين من موقع الحق الثابت للجميع في علاقاتهم ببعضهم البعض وبالحياة من حولهم ، ليتحول ذلك إلى واقع عملي يحقق للحياة نظامها المتوازن الذي يحفظ لها سلامة وجودها في دائرة التكامل العملي.
(لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) وهو العدل الذي ترتكز عليه سلامة الحياة الفردية والاجتماعية ، في ما يؤكده من خضوع الناس للخط الواحد المتوازن الذي تلتقي فيه حقوقهم جميعا ، على أساس التشريعات التفصيلية التي تنظم لهم ذلك كله على مستوى العلاقات والمعاملات والأعمال والأقوال.
وقد نستطيع أن نفهم من هذا الهدف الرسالي ، وهو إقامة العدل في إنزال الرسالات ، أن مسألة الحكم والتشريع هي المسألة الأساس في كل دين ،