في أجواء السورة
في هذه السورة المدنية جولة تشريعية وحركية وتربوية في مجتمع المسلمين الذي نزل القرآن من أجل أن يجعل منه المنوذج المميز ، القدوة للمجتمعات الإسلامية اللاحقة. وفي السورة تبيان لجملة مسائل منها ما يتعلق بالقضايا الخاصة التي تتصل بالعلاقات الإنسانية في نطاق العلاقات الزوجية ، كتلك المرأة التي ظاهرها زوجها ليعطل بذلك حركية العلاقة بينه وبينها ويحرم بذلك ما أحل الله له ، بطريقة لا ترتكز على قاعدة موضوعية معتبرة. وهكذا كانت المسألة إطلالة على المسائل التي تلتقي معها في الشكل والمضمون ، دون الحالات الجزئية في نطاقها الخاص.
وفي أجواء الأحاديث التي كانت تتخذ الشكل السري ، في ما كان يخوضه أعداء الجماعة الإسلامية من الكلمات التي تتضمن الكيد للإسلام وللمسلمين ، في إيحاء داخليّ بالأمن من اطلاع الآخرين عليهم وكشف أسرارهم ، ولتضع السورة المسألة في دائرة رقابة الله على كل الأجواء السرية ، ولتوجه الجميع إلى التناجي بالبر والتقوى ، ثم تلتقي بالمسلمين ، في مجلس الرسول ، لتؤدبهم بالأدب الإسلامي في مخاطبته وطاعته.
ويتحرك الجو في الحديث عن المنافقين الّذين ينفتحون على اليهود في