ما يصنعه به غيره من المكروه.
(تَحاوُرَكُما) : التحاور ، التراجع وهي المحاورة ، يقال : حاوره محاورة أي راجعه الكلام وتحاورا.
* * *
قضاء الله حاجة المجادلة في زوجها
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) وهذه هي القضية التي انطلق منها التشريع الإسلامي في مسألة الظهار ، كما هي الطريقة القرآنية في حركة الوحي في القضايا العامة المتصلة بالخط التشريعي الإسلامي ، في انطلاقه من المشكلة في ساحة الواقع ، ليكون الحكم الشرعي الكلي متجسدا في وعي الناس بالواقع ، فيتحسس الناس المشكلة في القضية الجزئية الصغيرة ، ليواجهوا الحل في الخط الواسع الكبير ، وهذا ما أثارته قصة تلك المرأة التي غضب عليها زوجها الصحابي فقال لها : أنت عليّ كظهر أمي ، وكان الجاهليون يرون في ذلك لونا من ألوان الطلاق ، وأسقط في يد المرأة لهذا الأسلوب في إنهاء العلاقة الزوجية ، وحاول الرجل أن يتراجع فأبت عليه العودة إلى العلاقة ، وأرادت ، أو أراد منها ، أن تذهب إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لتحدثه عن ذلك شاكية له ما حدث. واستمع النبي إليها ، ولم يكن لديه شيء من التشريع الذي يحل المشكلة بطريقة العودة إلى الزوجية فيما بينهما وبدأت تلح على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأن المسألة تمثل مركز الخطورة في حياتها ، ولم يكن لديه شيء ، ورفعت شكواها إلى الله ودعته إلى الاستجابة لشكواها. وأنزل الله هذه الآيات ليعالج المسألة الكلية في التشريع الحاسم الذي يجمع بين الحل في إعادة العلاقة الجنسية إلى طبيعتها الشرعية ، لأن الكلمة لم تلغ الزواج ، وبين العقوبة العملية التي لا بد من أن يتحملها الرجل قبل أن يعود إلى سابق عهده.