(حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) فقد أعدها الله للكافرين وللمعاندين.
* * *
التناجي بالبر
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ)
وهذا نداء للمؤمنين من أجل استثارة إيمانهم ليتحرك في عمق شخصيتهم ، من أجل أن تبقى الشخصية تجسيدا للإيمان الحي ، فتلتزم بثوابته ، وتستقيم على خطه ، ولا تهتز في مواقع الهزاهز ، ولا تنحرف في خطوط الانحراف ، من خلال طبيعة المجتمع الذي قد يضغط على أفراده ، فيسقطون تحت تأثير ضغطة ، كما يحدث للكثيرين الّذين يتأثرون في حياتهم العامة بالأوضاع المنحرفة في مواقفهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية مع إخلاصهم العملي في المسألة العبادية ، لغفلتهم عن امتداد الإيمان في حياتهم العملية.
ولهذا أراد الله في هذا النداء أن يدفعهم إلى الصدمة التي تهز أعماقهم في الصميم ، ليبتعدوا عن الخضوع للتيارات الضاغطة في المجتمع ، في ما توحي به من الإثم والعدوان ومعصية الرسول ، ليتمردوا على ذلك لمصلحة التيار الإيماني الرسالي ، ليكون جوّ النجوى موحيا بالتفكير العقلاني الهادىء الذي ينفتح على الخير والتقوى من أوسع أبوابهما.
(وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى) لأن هذين الخطين هما اللذان يبنيان الحياة في مواقع السمو الروحي والعملي ، في ما توحي به كلمة البر من المعنى الشامل الذي يشمل كل القيم الروحية والاجتماعية في الحياة ، وفي ما توحي به كلمة