لأن الجانب الروحي والفكري الذي يتطلعون إليه ، في ما يحتاجون إليه من الحصول على زاد فكريّ أو روحيّ منه ، لا يعوضه المال الذي يتصدق به الأغنياء. وبذلك كانت المسألة ، في دائرة الاحتمال ، ترتبط بالجانب الداخلي في مضمون الصدقة الروحي ، تماما كما هي العبادة في مقدماتها العملية ، والله العالم.
* * *
الصلاة عند عدم التمكن من الصدقة
(فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا) مالا تقدمونه بين يدي نجواكم (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) في ما يعرفه من ظروفكم وأوضاعكم التي تمنعكم من ذلك ، فيغفر لكم ما قد تكونون قصرتم فيه ، ويرحمكم بالعفو عما عجزتم عنه.
وربما كان هذا التكليف موجبا لبعض الحرج الذي قد يعانونه في هذا الالتزام المتكرر في اليوم الواحد ، في ما قد يطرأ من الحاجات اليومية في مناجاتهم للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الأمر الذي أوجب انشقاقهم منه ، في ما يفرضه عليهم من صدقات متتابعة ، فقصّر بعضهم ، أو تحدث البعض الآخر في ضرورة رفعها ، أو عن السبب الموجب لها ، في ما لا يفهمونه من أسبابها. وهكذا جاءت الآية التي تناقش رد فعلهم عليه لترفع ذلك عنهم ، على أساس أن التشريع الموقت قد أدى مهمته في إثارة الاهتمام بمسألة مناجاة المسلمين للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتقديرهم لمسؤولية وقته ، وضرورة التأكيد على المسائل المهمة في ما يطلبونه من موعد للمناجاة ، فلا تكون القضية لديهم قضية وقت ضائع يريدون أن يقطعوه معه ، أو مسألة تافهة يريدون أن يثيروها أمامه ، بل تكون القضية قضية المهمات المعقدة التي تفرض الحاجة الملحة للقاء به ، بحيث لا