(جُنَّةً) : الجنة السترة التي يتّقى بها الشرّ كالترس.
(مُهِينٌ) : المهين اسم فاعل من الإهانة بمعنى الإذلال والإخزاء.
(اسْتَحْوَذَ) : الاستحواذ الاستيلاء والغلبة.
(كَتَبَ) : الكتابة هي القضاء منه تعالى.
* * *
حديث المنافقين في المدينة
وهذه لفتة قرآنية إلى المنافقين في المدينة الذين كانوا يتحركون بين المؤمنين وبين اليهود في حركة ازدواجية تنفتح على المؤمنين تحت عنوان الإيمان من دون عمق في الفكر وفي الشعور ، وتلتقي مع اليهود تحت عنوان آخر من دون شمولية في الموقف ، وبذلك كانوا يعيشون الاهتزاز الروحي والعملي على أكثر من صعيد. وما زال القرآن يقود المسلمين إلى وعي الفكرة والموقف ، في موقفهم من هؤلاء ، من خلال تعريفهم بملامحهم التي تعرفهم بحقيقتهم في صعيد الواقع.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) وهم اليهود الذين تولاهم هؤلاء المسلمون ، فاندمجوا في مخططاتهم ، والتزموا بمواقفهم ، واعتبروا أنفسهم فريقا لهم في كل قضايا السلم والحرب ، (ما هُمْ مِنْكُمْ) لأنهم لم يعلنوا الإيمان ويمارسوه في الموقف ليندمجوا بالمجتمع المؤمن اندماجا روحيا وعمليا ليكونوا جزءا منه ، (وَلا مِنْهُمْ) لأنهم إذا كانوا يلتقون معهم بالموقف والمصلحة ، فإنهم لا يستطيعون أن يدخلوا في المجتمع اليهودي كجزء منه ، لأنه مجتمع مغلق لا يسمح للآخرين من غير اليهود أن يدخلوا فيه وينفذوا إليه بطريقة عضوية ، انطلاقا من العنصرية التي يختزنها أفراده في تفوق العنصر