مشاعرهم العاطفية ، وفي مواقفهم الحركية ، في ما يتصل بالفئات الكافرة الضالة المخالفة لله ورسوله في عقيدتها وفي خطواتها العملية؟ فهل يحاولون الفصل بين الموقف العقيدي والموقف الذاتي ، لتكون عاطفة القرابة حية في نفوسهم ، بحيث لا تؤثر عليها عاطفة العقيدة ، فتنفتح قلوبهم للكافرين الذين يمتون إليهم بصلة القرابة ، أو يعملون على أن يكون الموقف واحدا ، لتكون الذات تجسيد العقيدة ، ولتكون العقيدة عنوان الذات ، لأن المسألة في الانتماء العقيدي ليست شيئا يتحرك في زاوية من زوايا الكيان ، بل هي الروح التي تشمل الكيان كله؟
* * *
ما تعالجه هذه الآية بأسلوبها الخاص
(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) لأن الإيمان بالله واليوم الآخر يمثل خطا للفكر والعاطفة والحياة ، كما تمثل المحادة لله ورسوله خطا آخر في هذه المواقع ، مما ينعكس على المواقف والعلاقات الخاصة التي تحمل الرفض للفكر المضاد ، وللموقف المعادي ، وللإنسان المتمرد الحاقد ، فلا يجتمع في وعي الإنسان المؤمن وموقفه الانفتاح على الله وعلى رسوله وعلى دينه والموادة المخلصة المنفتحة على المعادين لهم ، بالموقف والعاطفة ، لأن ذلك يمثل اجتماع الشعورين المتنافرين ، كما يفرض التقاء الموقفين المتضادين في ما تفرضه طبيعة كل منهما من شعور وموقف.
وعلى ضوة ذلك ، فإن كل واحد منهما ينفي الآخر ، مما يعني أن الإيمان موقف ينفى الود الفكري والروحي والعملي لمن حاد الله ورسوله