في داخله ، بحيث لا يمكن لأي شيء أن يحدث إلا بقدر مرتبط بالأسباب التي تحقق جانب الحتمية في حركة الحياة ، مما يفرض على الإنسان أن لا يبطره الفرح في ما يحصل عليه ، وأن لا يسقطه الحزن في ما لا يحصل عليه ، وأن ينطلق إلى الحياة بروح منفتحة على الله في نطاق ولايته الكونية ، ليتوكل عليه في كل أموره ، ليحصل على الثقة العميقة بأن الحياة لا تحمل إليه أيّ سقوط في الموقع ما دام يتطلع من خلالها إلى الله ، وما دام ينطلق من حبه له ، ليحب كل خلقه ، وليؤكد مصداقيته في القيم التي يحبها.
* * *
سبب التسمية
وقد جاءت تسمية السورة بالحديد ، انطلاقا من الآية الكريمة التي تشير إلى الحديد ، وذلك قوله : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) ليوجه الناس إلى التفكير في هذا المعدن الذي يختزن في داخل إمكاناته الكثير مما يحقق للإنسانية القوة والمنافع الكبيرة التي يكتشفها الإنسان من خلال بحثه الدقيق فيها ، ليرتفع مستواه من خلالها في جميع المجالات.
* * *