في أجواء السورة
تعمل هذه السورة على ملامسة المنطقة الشعورية للإنسان ، بأسلوبها المتنوّع الذي يهزّ القلب بالخوف المسؤول ، ليحرّك تطلّعاته في اتجاه الوقوف في خط المسؤولية ، في نظرته إلى موقفه من ربّه ، وفي وعيه لمصيره يوم القيامة ، فيحدّثه عن انفطار السماء ، وانتثار الكواكب ، وتفجير البحار ، وبعثرة القبور ، وعن وعي النفس ، في ذلك الوقت ، لكل تاريخها العملي ، في ما أخذت به من الفرص المتاحة لها في الدنيا ، وفي ما أهملته من ذلك.
وتتطلّع السورة ـ في عتاب هادئ لاذع ـ إلى الإنسان ، وكيف أغفل أمر ربّه واستسلم للنعمة التي لم يقف معها في موقف الشكر ، بل وقف منها موقف الغرور والكفر.
وينطلق الحديث عن تكذيب الناس بالقيامة كسبب من أسباب انحرافهم عن الخطّ المستقيم ، ولكن تكذيبهم لا يغيّر من الحقيقة المسؤولة شيئا ، فهناك حافظون يحفظون عليهم أعمالهم في ما يكتبونه منها ، وهناك في أجواء القيامة نوعان من الناس الذين يقدم الملائكة كتاب أعمالهم إلى ربهم ؛ فهناك الأبرار الذين يدخلهم الله في نعيم جنته ، وهناك الفجار الذين يصلون الجحيم ..
ثم تثير الحديث عن يوم الدين ، وهو يوم القيامة ، بالطريقة التي تثير