«إن جزءا من أذن الإنسان «الأذن الوسطى» هو سلسلة من أربعة آلاف جنيّة «قوس» دقيقة معقّدة متدرّجة بنظام بالغ ، في الحجم والشكل ، ويمكن القول : بأن هذه الجنيّات تشبه آلة موسيقيّة ، ويبدو أنها معدّة بحيث تلتقط وتنقل إلى المخ ـ بشكل ما ـ كل وقع أو صوت أو ضجّة ، من قصف الرعد إلى حفيف الشجر ، فضلا عن المزيج الرائع من أنغام كل أداة موسيقية في الأركسترا ووحدتها المنسجمة» (١).
* * *
إبداع خلق البصر والذوق والجهاز العصبي
وجاء في كتاب «الله والعلم الحديث» : «مركز حاسّة الإبصار العين التي تحتوي على ١٣٠ مليونا من مستقبلات الضوء وهي أطراف أعصاب الإبصار ، ويقوم بحمايتها الجفن ذو الأهداب الذي يقيها ليلا ونهارا ، والذي تعتبر حركته لا إرادية ، الذي يمنع عنها الأتربة والذرات والأجسام الغريبة ، كما يكسر من حدة الشمس بما تلقي الأهداب على العين من ظلال. وحركة الجفن ، علاوة على هذه الوقاية ، تمنع جفاف العين. أمّا السائل المحيط بالعين. والذي يعرف باسم الدموع فهو أقوى مطهّر» (٢).
«وجهاز الذوق في الإنسان ، ويرجع عمله إلى مجموعات من الخلايا الذوقية القائمة في حلمات غشائه المخاطي. ولتلك الحلمات أشكال مختلفة ، فمنها : الخيطيّة ، والفطرية ، والعدسية ، ويغذي الحلمات فروع من العصب اللساني البلعومي ، والعصب الذوقي ، وتتأثر عند الأكل الأعصاب الذوقية ، فينتقل الأثر إلى المخ. وهذا الجهاز موجود في أوّل الفم ، حتى
__________________
(١) نقلا عن : في ظلال القرآن ، م : ٨ ، ج : ٣٠ ، ص : ٤٩١.
(٢) الله والعلم الحديث ، ص : ٤٤.