يمكن للإنسان أن يلفظ ما يحسّ أنه ضارّ به ، وبه يحسّ المرء المرارة والحلاوة ، والبرودة والسخونة ، والحامض والملح ، واللاذع ونحوه. ويحتوي اللسان على تسعة آلاف من نتوءات الذوق الدقيقة ، يتصل كل نتوء بالمخ بأكثر من عصب ، فكم عدد الأعصاب؟ وما حجمها؟ وكيف تعمل منفردة ، وتتجمع بالإحساس عند المخ» (١).
و«يتكون الجهاز العصبي الذي يسيطر على الجسم سيطرة تامّة من شعيرات دقيقة تمرّ في كافة أنحاء الجسم ، وتتصل بغيرها أكبر منها. وهذه تسمّى بالجهاز المركزي العصبي ، فإذا ما تأثر جزء من أجزاء الجسم ، ولو كان ذلك لتغيّر بسيط في درجة الحرارة بالجو المحيط ، نقلت الشعيرات العصبية هذا الإحساس إلى المراكز المنتشرة في الجسم ، وهذه توصل الإحساس إلى المخ حيث يمكنه أن يتصرف ، وتبلغ سرعة سريان الإشارات والتنبيهات في الأعصاب ١٠٠ متر في الثانية» (٢).
* * *
إبداع عمليّة الهضم
«ونحن إذا نظرنا إلى الهضم على أنه عمليّة في معمل كيمياوي ، وإلى الطعام الذي نأكله على أنه موادّ غفل ، فإننا ندرك توّا أنه عمليّة عجيبة ، إذ تهضم تقريبا كل شيء ما عدا المعدة نفسها! فأوّلا نضع في هذا المعمل أنواعا من الطعام كمادّة غفل دون أيّ مراعاة للمعمل نفسه ، أو تفكير في كيفية معالجة كيمياء الهضم له! فنحن نأكل شرائح اللحم والكرنب والحنطة والسمك المقليّ ، وندفعها بأيّ قدر من الماء. ومن بين هذا الخليط تختار المعدة تلك الأشياء التي هي ذات فائدة ، وذلك بتحطيم كل صنف من الطعام إلى أجزائه
__________________
(١) (م. س) ، ص : ٥٢.
(٢) (م. ن) ، ص : ٤٧.