والإنسان ، وأبقاهم في دائرة غيبه ومواقع سرّه ، وكان مما أوكله إليهم من ذلك كتابة أعمال الإنسان في كل حركة حياته ، في سرّه وعلانيته ، فلا يغيب عنهم شيء من ذلك. وهذا ما ينبغي لكم أن تعيشوا وعيه ، فهم (يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) من خير أو شرّ ، أو طاعة أو معصية. فعليكم أن تضعوا ذلك في حسابكم أثناء العمل ، لتتحركوا فيه في أجواء الشعور بالمسؤولية ، والانفتاح على اليوم الذي تبعثون فيه لتواجهوا نتائج المسؤولية التي يحددها الله بشكل حاسم.
* * *
الأبرار في رحاب جنة الله
(إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) لأنهم عاشوا البرّ في الحياة ، التزاما بالمنهج الإيماني الذي يدفع الإنسان إلى عمل الخير كله ورفض الشر كله ، حتى يتحول ذلك بوعي الإيمان وممارسته إلى ما يشبه العادة اللازمة التي قد تكون صفة من صفات الذات. فالبرّ العملي في حياة الناس يتحول إلى عنوان من عناوين شخصياتهم ، فهم الأبرار الذين إذا رأيتهم رأيت البرّ ماثلا في وجوههم وكلماتهم وخطواتهم العملية في الحياة ، ومواقفهم في مواقعهم الخيّرة. وهؤلاء هم الذين يظلّهم الله بظل رحمته يوم لا ظل إلا ظله ، وهم الذين يجعلهم في مواقع نعمته في رحاب جنته التي وعد الله بها عباده الأبرار المتقين.
* * *
الفجّار المستكبرون جزاؤهم الجحيم
(وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) لأنهم التزموا خط الفجور الذي يبغضه الله ، سواء في ذلك الفجور في العقيدة المتمثل في الإنكار من غير فكر ولا حجّة ، القائم على الاستكبار الذاتي الذي يمنع الإنسان من مواجهة القضايا المطروحة لديه