(اكْتالُوا) : الاكتيال : الأخذ بالكيل.
(يُخْسِرُونَ) : ينقصون.
(سِجِّينٍ) : شديد. وهو هنا اسم كتابهم.
(مَرْقُومٌ) : مسطور بيّن الكتابة.
(رانَ) : غلب.
(عِلِّيِّينَ) : علوّ على علوّ مضاعف ، أي مراتب عالية.
* * *
الوعيد لأهل التطفيف
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) هذه هي صورة هؤلاء الذين يخلّون بالخط المتوازن للتعامل الاقتصادي بين الناس ، القائم على أساس العدل في المعاملة ، الذي يؤكد للإنسان أن له حقا وللناس حقوقا ، فعليه أن يأخذ حقه منهم دون زيادة ، وأن يعطيهم حقهم دون نقصان ، ليتوازن الواقع في ذلك ، فلا يطغى جانب على جانب ، لئلا يؤدّي الانحراف عن هذا الخط إلى إثارة البغضاء بين الناس من خلال شعور المظلومين منهم بالحرمان من حقوقهم المشروعة ، لا سيّما إذا كانوا لا يملكون القوّة الاقتصادية المسيطرة على الواقع ، مما يجعل من معارضتهم مشكلة كبيرة قد توقع المستضعفين في الخسارة الكبيرة من جانب آخر.
وهذا الخط الرافض للتطفيف هو جزء من الخط الإسلامي العام ، الذي يؤكد على المبدأ القائل : عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ، و«أحبب لغيرك ما تحب لنفسك ، واكره له ما تكره لها» (١). ليكون الإنسان المسلم في
__________________
(١) نهج البلاغة ، الكتاب : ٣١ ، ص : ٣٩٧.