يوم القيامة لله تعالى
(أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) ألا يطوف في أذهانهم أن هناك يوما
يحاسبون فيه على هذه الجريمة الاقتصادية ، لينالوا جزاءها بشكل حاسم ، لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم؟! فإذا كانوا غير متيقنين من ذلك ، فإنهم يرجّحونه على الأقل ، الأمر الذي يوجب عليهم الاحتياط والحذر عقلا ، لأن من شأن العقل في هذه الحالة أن يدفع الإنسان إلى الاحتراس من الضرر المحتمل.
(يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) الذي يملك السيطرة المطلقة على القيامة كلها ، كما يملكها على الدنيا كلها ، فلا سيطرة لغيره ليخلّصهم من عذاب الله. وهو الحكم العدل الذي يعطي المظلوم حقه ، مهما كان ضعيفا ، ومهما كان الظالم قويا.
(كَلَّا) إنه الرفض للتّطفيف ، ولهذه الغفلة المطبقة على عقولهم ، ولهذه الاستهانة بالموقف العظيم بين يدي الله ، فهناك الحقيقة الواضحة التي تفرض نفسها عليهم.
* * *
لكل أمر تقواه وفجوره
(إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) إنهم يمارسون الفجور ، ولكنه ليس فجور الجنس ، إنما فجور المعاملة ، فلكل عمل في الحياة تقواه وفجوره ، لأن التقوى تمثل الالتزام بحدود الله ، كما أن الفجور يمثل تجاوز هذه الحدود ، الأمر الذي يؤدي إلى الوقوع في الإثم أو المعصية. وهناك كتابهم الذي يحصي