وما هو المستقبل الجديد للناس؟ وهنا تبدأ حركة الصورة الأخيرة : (إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً) فهي تنتظر وتترقب وترصد استقبال القادمين إليها ، لتكون دار الإقامة الأخيرة لهم بعد أن طوّفوا بالأرض وقطعوا المراحل الكثيرة من الزمن حتى وصلوا إليها في المرحلة التي توقفت في محطة الموت لتواصل مسيرتها في الحياة الجديدة.
(لِلطَّاغِينَ مَآباً) فهي النهاية التي يلتقي بها مصير الطغاة حيث يصلون إليها بعد الرحلة الطويلة ، (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) أي أزمنة كثيرة ودهورا طويلة من غير تحديد.
(لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً) إنه اللهيب الذي يحرق داخلهم فتشتد الحرارة فلا يجدون ما يبردها ، ويتعاظم الظمأ ، فلا يحصلون على ما يرويهم ، بل يجدون بدلا من ذلك ما تشتدّ به الحرارة ويزيد الظمأ.
(إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً) فهذا هو البرد الذي يفاجأون به ، (جَزاءً وِفاقاً) أي يوافق ما قدّموه من أعمال في ما كانوا يكفرون ويعصون الله به.
(إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً) لأنهم كانوا لا يؤمنون بالآخرة ، ولذلك فلم يجدوا ضرورة للتدقيق في حساباتهم لتتوافق مع حساباتها ، فكانوا يخبطون في حياتهم خبط عشواء ، فلا يميّزون بين الحق والباطل ، ولا يفصلون بين الخير والشر والحسن والقبيح.
(وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) فأنكروا الحقائق العقيدية التي أنزلها الله عليهم في آياته التي بلّغها الرسل لهم ، ولم ينفتحوا عليها ليفكروا وليناقشوا وليصلوا إلى النتائج الحاسمة من موقع المسؤولية في الفكر والانتماء وفي العبودية لله.
(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) فإذا كانوا لم يدققوا في حساباتهم ، ولم