عنه ، مما يجعل التركيز فيه يستدعي المزيد من الإعداد والتفكير للوصول إلى ذلك ، ولكن هناك مسألة تتكرر في حياته اليومية ، في ما يتناوله من طعامه الذي قد يثير لديه الكثير من التفكير حوله ، وربما يصنعه بيده في زراعته له.
* * *
فلينظر الإنسان إلى طعامه
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ) كيف تكوّن؟ وما هي العناصر المكوّنة له؟ إن هذه الآيات تختصر له رحلة الطعام منذ البداية حتى النهاية.
(أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا) وذلك من خلال إنزال المطر الذي يعرفه كل الناس كحقيقة وجودية متحركة في كل مكان ، وأمام كل الناس ، فكيف كان المطر؟ وما هي العوامل التي دفعت به إلى الأرض ، وكيف اختلفت الفصول والمناطق في أمره ، من حيث تكوّنه وهطوله؟
إن الناس لا يثيرون عادة كل هذه الأسئلة ، لأن الكثيرين منهم لا يهتمون بدراسة أسرار الظاهرة ، بل يكتفون بالارتباط بها في مواقع الحسّ ، والاستفادة منها في مجالات الحاجة. ولكن هناك بعضا من الناس الذين يملكون الفضول العلمي ، فيبحثون عن الأسرار في جهد دائب للوصول إليها ، وقد جاء في بعض الأبحاث العلمية الحديثة بعضا من الحديث عن ذلك. فقد قال «كريسي موريسون» في كتابه : «الإنسان لا يقوم وحده» الذي ترجمه محمود صالح الفلكي بعنوان : «العلم يدعو إلى الإيمان» :
إذا كان صحيحا أن درجة حرارة الكرة الأرضية وقت انفصالها عن الشمس كانت حوالي ١٢٠٠٠ درجة ، أو كانت تلك درجة حرارة سطح