وهما وإن لم يتضمّنا ذكر الحارصة والدامية إلاّ أنّهما دلاّ على أنّ في الباضعة ثلاثاً من الإبل ، وكل من قال به من المشهور قال بتغايرهما ، كما مضى وسيأتي الإشارة إليه أيضاً.
( فهي ) أي الدامية ( أذن التي ) تقطع الجلد و ( تأخذ في اللحم يسيراً وفيها بعيران والمتلاحمة ) و ( هي التي ) تقطع الجلد و ( تأخذ في اللحم كثيراً )
( وهل هي غير الباضعة ) فيجب فيها ثلاثة أبعرة وفي الباضعة بعيران ، ويكون أوّل الشجاج الدامية والحارصة مترادفتين؟ أم متّحدتان ديتهما ثلاثة أبعرة ، ويكون أوّلها الحارصة فيها بعير ، وثانيها الدامية فيها بعيران؟
اختلاف مبني على الاختلاف السابق ( فمن قال ) ثمّة : أنّ ( الدامية غير الحارصة ) وهم المشهور قال : ( الباضعة هي المتلاحمة ) ديتها ثلاثة أبعرة ، عدا الإسكافي (١) ، وهو نادر.
( ومن قال : الدامية هي الحارصة ) وهو الشيخ ومن تبعه ( فالباضعة ) عنده ( غير المتلاحمة ) فيها بعيران.
وحيث قد عرفت أنّ الأوّل أقرب ( ففي المتلاحمة ) والباضعة ( إذن ثلاثة أبعرة ) ويظهر من هنا عدم الخلاف فتوًى ونصّاً في ثبوتها في
__________________
(١) حكاه عن الإسكافي في المختلف : ٨١١.