الحرّ » (١).
وقريب منه إطلاق الخبر الذي مرّ (٢) : عن التعزير كم هو؟ قال : « دون الحدّ » قلت : دون ثمانين؟ قال : « لا ، ولكن دون الأربعين ، فإنّها حدّ المملوك » الخبر.
ولكن الأصل يجب الخروج عنه بما مرّ ، والخبران قاصرا السند ، عديما الجابر ؛ مع ضعف الثاني سنداً بمعلّى بن محمّد ، ومتناً بعدم قائل بتحديد التعزير بما فيه كما مرّ (٣) ؛ مع ضعفه دلالةً كالأول أيضاً بعدم الصراحة ، واحتمالهما (٤) التقييد بحدّ ما عدا الشرب ، كما ذكره شيخ الطائفة.
وبالجملة : لا ريب في ضعف هذا القول وشذوذه ، وإن مال إليه الشهيدان والفاضل في المختلف (٥) ، مع عدم تصريحهم بالموافقة ، وإنّما غايتهم في الظاهر الميل الضعيف ، بل التردّد ، ولا وجه له.
( ويضرب الشارب ) ومن في معناه ( عرياناً ) مستور العورة عن الناظر المحترم ( على ظهره وكتفيه ) وسائر جسده ( ويتّقى وجهه وفرجه ) ومَقاتله ، بلا خلاف ظاهر ولا محكي ، إلاّ عن المبسوط ، فقال : لا يجرّد عن ثيابه ؛ لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بالضرب ولم يأمر بالتجريد (٦). وهو شاذّ ، بل
__________________
(١) التهذيب ١٠ : ٩٣ / ٣٥٨ ، الإستبصار ٤ : ٢٣٨ / ٨٩٥ ، الوسائل ٢٨ : ٢٢٩ أبواب حدّ المسكر ب ٦ ح ٩.
(٢) في ص ٥٩.
(٣) في ص ٥٨.
(٤) في « ح » و « ن » : واحتمالها.
(٥) الشهيدان في اللمعة والروضة ٩ : ٢٠٤ ، المختلف : ٧٦٩.
(٦) المبسوط ٨ : ٦٩.