سَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) ، وقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ) ، وقوله : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، وقوله : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ).
قاعدة
في خلقة النبات والحيوان والإنسان من صفوة العناصر والأركان.
إن العناصر إذا امتزجت بإذن الله واستخدامه للقوى العالية ، وخرجت بسبب اعتدال مزاجها عن صرافة تضادها وتعصيها عن قبول الفيض الرحماني ، فتصير قابلة لأثر من الحياة ، فأول ما قبلته من إفاضة الله هي الصورة الحافظة لتركيبها ، وهي الصورة المعدنية ، ثم إذا وقع لها امتزاج أتم وحصل مزاج أعدل وأقرب إلى الوحدة والجمعية قبلت أثرا آخر من آثار الحياة أشرف ، وهي النفس النباتية ، شأنها التغذية والتنمية والتوليد ، فإذا امتزجت امتزاجا وحصل لها مزاج أتم وأفضل وإلى الوحدة الخالصة أميل ، تهيئت لقبول أصل الحياة بعد ما استوفت درجات المعادن والنبات بفيضان النفس الحيوانية الشاعرة المحركة بالاختيار ، ولها قوتان مدركة ومحركة ، كما قال : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) ، فالمدركة منقسمة إلى ظاهرة ، هي الحواس الخمس المشهورة ، وباطنة هي الحواس الخمس الباطنة للحيوانات الكاملة ، الحس المشترك والخيال والمتصرفة والواهمة والحافظة ، وأما القوة المحركة ، فمنها الباعثة ذات شعبتين ، الشهوة و