المشهد الرابع
في بيان النبوة وأحكامها وفيه قواعد :
قاعدة
في إثبات الشجرة النبوية وفضلها على جواهر سائر البرية
اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الشجرة النبوية صنفا مفردا بل نوعا واقعا بين الإنسان وبين الملك ، جالسا في حد المشترك ، بين عالمي الملك والملكوت ، مشاركا لكل واحد منهما على وجه ، فإنهم كالملائكة في اطلاعهم على ملكوت السماوات والأرض ، وكالبشر في أحوال المطعم والمشرب والمنكح ، ومثلهم واقعا بين نوعين مختلفين مثل المرجان ، فإنه حجر تشبه الأشجار يتشعب أغصانه ، وكالنخل فإنه شجر يشبه الحيوان في كونها محتاجة إلى تلقيح ، وبطلانها إذا قطع رأسها ، وجعل سبحانه النبوة في ولد إبراهيم عليهالسلام ومن قبله في ولد نوح عليهالسلام ، كما نبه بقوله : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) ، فهم عليهمالسلام وإن كانوا من حيث الأبدان بشريين أرضيين ، فهم من حيث الأرواح ملكيون سماويون ، قد أيدوا بقوة روحانية قدسية خصوا بها ، كما قال في عيسى عليهالسلام : (وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) ، وقال في محمد صلىاللهعليهوآله : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) ، وتخصيصهم بهذا الروح ليمكنهم أن يقبلوا من الملائكة بما بينهم من المناسبة الروحانية ، ويفيدوا للأمة بما بينهم من المناسبة ،