المشهد الثاني
في الإشارة إلى علم الساعة وسر القيامة وفيه قواعد :
قاعدة
في معنى الساعة
قال صاحب الكشف إنما سميت الساعة ساعة لأنها تسعى إليها النفوس ، لا بقطع المسافات المكانية بل بقطع الأنفاس الزمانية بحركة جوهرية ذاتية وتوجه غريزي إلى الله تعالى ، كما بينا في لمية ضرورة الموت الطبيعي ، فمن مات وصلت إليه ساعته وقامت قيامته ، وهي ساعة القيامة الصغرى ، وعلى هذا القياس حصول يوم القيامة العظمى والطامة الكبرى التي لساعات الأنفاس كاليوم للساعات أو كالسنة للأيام.
واعلم أن أهل المعرفة واليقين لا يشكون في أمر الساعة ولا ينتظرون قيامها ، كانتظار أهل الحجاب والغفلة الذين يشكون في وقوعها ، ويسألون عن وقتها ، (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ، بل أهل اليقين يستعدون لقاءها ويرونها كأنها قائمة عليهم ، كما في قوله تعالى : (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) ، وقوله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، وقوله : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ