المشهد التاسع
في الجنة والنار والإشارة إلى أبواب النيران
قال محمد بن علي بن بابويه القمي رحمهالله اعتقادنا في الجنة أنها دار البقاء ودار السلامة لا موت فيها ولا هرم ، ولا سقم ولا مرض ، ولا آفة ولا زوال ولا زمانة ولا هم ولا غم ولا حاجة ولا فقر وأنها دار الغنى ودار السعادة ودار المقامة ودار الكرامة لا يمس أهلها نصب ولا يمسهم فيها لغوب و (فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) ، وأنها دار أهلها جيران الله وأولياؤه وأحباؤه وأهل كرامته ، وهم أنواع على مراتب الجنة ، منهم المتنعمون بتسبيح الله وتقديسه وتكبيره في جملة ملائكته ، ومنهم المتنعمون بأنواع المآكل والمشارب والفواكه والأرائك وحور العين ، واستخدام الولدان المخلدون ، والجلوس على النمارق والزرابي ولباس السندس والحرير ، وكل منهم إنما يتلذذ بما يشتهي ويريد على حسب ما تعلقت عليه همته ، ويعطى ما عند الله من أجله ، واعتقادنا في النار أنها دار الهوان ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان ، ولا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك ، فأما المذنبون من أهل التوحيد فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم ، والشفاعة التي تنالهم ، وفي الرواية أنه لا يصيب أحدا من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها ، وإنما يصيبهم الله الآلام عند الخروج منها ، فيكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم وما الله (بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ، وأهل النار هم المشركون حقا (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) ، (لا يَذُوقُونَ فِيها