المشهد الثاني
في صفاته وأسمائه وفيه قواعد :
قاعدة
في توحيد صفاته الكمالية
اعلم أن صفات الله مجردة ، أي غير عارضة لماهية أصلا ، وكل صفة منه حق صمد فرد يجب أن يكون قد خرج فيه جميع كمالاته إلى الفعل لم يبق شيء منها في مكمن القوة والإمكان ، لأنه لا جهة فيه سواه ، فكما أن وجوده تعالى حقيقة الوجود من غير شوب عدم وإمكان ، فيكون كل الوجود وكله الوجود فكذلك جميع صفاته الكمالية التي هي عين ذاته ، فعلمه حقيقة العلم ، وقدرته حقيقة القدرة ، وما هذا شأنه يستحيل فيه التعدد ، وإلا لكان الشيء قاصرا عن ذاته ، فيكون علمه علما بكل شيء وقدرته قدرة على كل شيء ، وإرادته إرادة لكل شيء ، وهكذا في جميع ما له من الصفات. فالعلم هناك واحد ومع وحدته يجب أن يكون علما بكل شيء. ولا يعزب عنه شيء من الأشياء الكلية والجزئية ، إذ لو بقي شيء من الأشياء لا يكون ذلك العلم علما به ، ولا شك في أن العلم به من جملة مطلق العلم ـ فلم يخرج جميع العلمية في ذلك إلى الفعل ، وقد قلنا إن ذلك واجب ضروري وإلا لم يكن صرف حقيقة العلم ، بل علما من جهة وجهلا من جهة أخرى ، ففيه شوب تركيب من علم وجهل ووجود وعدم ووجوب وإمكان «فهو تعالى (بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وكذا قدرته