الإرادة ومفهومات هذه الثلاثة غير مفهوم الحياة ، فكيف يكون الجميع في حق الواجب تعالى حقيقة واحدة بسيطة لا تغاير فيها.
قلنا : الاختلاف في المفهوم لا ينافي البساطة الحقة ، لأن قولنا صفات الواجب عين ذاته ، معناه أن وجوده بعينه وجود هذه المعاني ، وحيثية ذاته بعينها حيثية سائر الصفات ، وهي ليست بأمور زائدة من حيث وجودها وحقيقتها على وجود الواجب وحقيقته ، وليس معناه أن هذه الألفاظ مترادفة لها مفهوم واحد ، وإلا لم يكن حملها مفيدا. وقول أمير المؤمنين عليهالسلام «كمال التوحيد نفي الصفات عنه» ليس المراد نفي معانيها عن ذاته ، وإلا يلزم التعطيل ، وهو كفر فضيح ، بل معناه نفي كونها صفات زائدة على ذاته بحسب الوجود والحقيقة. فعلى هذا صح قول من قال : إن صفاته عين ذاته ، وصح قول من قال : إنها غيره. وصح قول من قال : إنها لا عينه ولا غيره ، لو علم ما حققناه.
فكن على بصيرة في هذا الأمر ولا تكن من الغافلين.
قاعدة
في تحقيق أسمائه تعالى
قال الله سبحانه : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ، فَادْعُوهُ بِها ، وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ).
واعلم أن العلم بالأسماء الإلهية علم شريف دقيق ومعرفة لطيفة غامضة ، وبه فاق أبونا آدم عليهالسلام على الملائكة حيث قال : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ ، فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ، ... (فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ ، قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) ويستفاد من هذه الآيات أحكام علمية شريفة.
منها ، أن المراد من الاسم ليس كما فهمه المتكلمون من أنه لفظ موضوع في اللغة بإزاء معنى من المعاني ، يدل على ذلك أمور :