قال صاحب الفتوحات المكية في الجواب عن أسئلة الحكيم محمد بن علي الترمذي : الاسم الأعظم الذي لا مدلول له سوى عين الجمع وفيه الحي القيوم ، فإن قلت هو الله قلت لا أدري ، فإنه يفعل بالخاصية وهذا اللفظ إنما يفعل بالصدق إذا صار صفة للمتلفظ به ، بخلاف ذلك الاسم. وقال في موضع آخر منها : ومعلوم عند الخاص والعام ، أن ثمة أسماء عاما يسمى الاسم الأعظم وهو في آية الكرسي وأول آل عمران ، ومن الأسماء ما هي حروف مركبة ومنها ما هي كلمات مركبة مثل الرحمن الرحيم هو اسم مركب كبعلبك. واعلم أن الحروف كالعقاقير لها خواص بانفرادها ولها خواص بتركيبها.
قاعدة
في علمه تعالى بذاته وبغيره
كل وجود لا يشوبه عدم ولا يغطيه حجاب وغشاوة ولا التباس ولا يغشاه الظلمات ، فهو مكشوف لذاته حاضر غير غائب عن ذاته ، فيكون ذاته علما وعالما بذاته ومعلوما لذاته ، إذ الوجود والنور شيء واحد ولا حجاب له إلا العدم والقصور ، فكل وجود بحسب سنخه يصلح أن يكون معلوما ، وإنما المانع له ذلك إما العدم والعدمي كالهيولى الأولى لتوغلها في الإبهام ، أو الخلط بالعدم الذي هو أصل الظلمات ، كالجسم وما يحله ، إذ كل جزء من الجسم محجوب عن صاحبه غائب عن جزء آخر ، وكذا كل بعد وحجم وكل ذي بعد وحجم مكاني أو زماني ، كالحركة وما معها حكمه هذا الحكم ، سواء كان بالذات أو بالعرض ، كالسواد والبياض وغيرها من الوضعيات المادية ، فالكل مما لا يتعلق به إدراك ، وإنما المدرك من كل منها صورة أخرى وجودها غير هذا الوجود المادي الوضعي الواقع في جهة من جهات هذا العالم ، فكل ما وجوده وجود صوري غير منقسم الذات إلى أمور منفصل بعضها عن بعض ، فهو معلوم الهوية مدرك الذات بالفعل لا يمكن انسلاب الشعور عن ذاته ، ولا يحتاج في