إبراهيم عليهالسلام في السماء السابعة» فجاز عن مقاماتهم جميعا إلى كمال القرب وغاية الوصول.
وقال تعالى في حق علماء أمته وأولياء ملته «لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحببته ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي به يسمع ...» وهذا هو حقيقة الوصول والإيصال ، لكن الفرق بين النبي والولي في ذلك أن النبي مستقل بنفسه في السير إلى الله تعالى والوصول إليه ، ويكون حظه في كل مقام بحسب استعداده الأتم الأكمل ، والولي لا يمكنه السير إلا في متابعة النبي صلىاللهعليهوآله ، وتسليكه إياه في سبيل الله ، كما قال : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) ويكون حظه في كل من المقامات بحسب استعداده وقوة فطرته فافهم جدا.
قاعدة
في دوام أمره وخطابه للمكونات
قال الله تعالى : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) وقال : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ولا شك أن إرادته أزلية وتخصيص بعض الأشياء بتعلق الإرادة في أوقاتها المعينة الجزئية عند حضور استعداداتها ، أنما هو لأجل قصور قابلياتها عن القبول الأتم ونقصاناتها الذاتية عن الوجود الدائم ، وإذا كانت الإرادة دائمة فالقول واحد والخطاب دائم ، وإن كان المقول له والمخاطب حادثا متجددا ، وقد أخبر تعالى عن جهل أهل العناد بأنهم الذين لا يعلمون أن الله متكلم بالقول الثابت ، والمتكلمية صفة من صفاته وكل صفة من صفاته واحدة مستمرة ثابتة لم يزل ولا يزال ، إذ لا كثرة ولا زوال في عالم الوحدة ، فكلامه الذي هو أمره متعلق بجميع المكونات أمر التكوين وهو خطاب بكلمة كن ، وهي كلمة وجودية ، فسمعت أعيان المكونات خطابه ودخلت في باب الوجود بأمره وإذنه ، وأطاعت السماوات قوله وكلمته ودعوته (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) ،