ما لفقوه ، كما لا يخفى على ذي بصيرة. قوله : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا ، وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) قوله : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) وقوله : (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) وقوله : (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً).
قاعدة
في تحقيق كلماته التامات
اعلم أن بين الباري جل مجده وبين العالم وسائط نورية وأسبابا فعالة هي كأنها فوق الخلق ودون الخالق ، لأنها حجب إلهية وسرادق نورية وأضواء قيومية كأضواء هذه الشمس المحسوسة ، كأنها برزخ بين الذات النيرة وبين الأشياء المستنيرة بها ، وتلك الوسائط قد يعبر عنها بكلمات الله وبالكلمات التامات كما ورد عنه صلىاللهعليهوآله في الأدعية والأذكار «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، وقوله : أعوذ بكلمات التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر كل شيطان مريد» وإنما وقعت الاستعاذة من الشرور بكلمات الله ، لأنها من عالم الأمر ، وهو خير كله لا شر فيه ، وكل ما في عالم الخلق كالأجسام وعوارضها اللازمة والمفارقة كلها مملو بالشرور والنقائص والآفات. قوله : (لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) فالكلمات إشارة إلى ذوات نورية بها يصل فيض الوجود إلى الأجسام والجسمانيات ، والبحر إشارة إلى هيولى الأجسام التي شأنها القبول والتجدد. وإنما يقع تجدد الفيض بحسب توارد انفعالاتها واستعداداتها ، وإنما يتلاحق استعداداتها بمدد بعد مدد من العوالي ، فشأن المواد النفاد والانقطاع ، وشأن الكلمات الإفاضة بعد الإفاضة ، ولا شك أن الوسائط هويات وجودية بسيطة وذوات مجردة عن المواد الجسمية مرتفعة عن عالم الأزمنة والأمكنة ، وكل مجرد أمر روحاني وجوده عين العلم والإدراك ، فهي لا محالة عقول قدسية وأرواح عالية ، قال الله