مقدمة الطبعة الثالثة
تجربة قاسية هذه ...
أن تعيد النظر فيما كتبته من سنوات طويلة خلت ، ولا سيما وأنت مع نبض الفكر فى الجامعة ، تعلّم وتتعلّم ، وتتابع الأفكار والبحوث ، وكلّ جديد فى الموضوع ...
الموقف ليس فى صالحك ، والامتحان عسير ، فالذى اعتبرته كشفا جديدا فى بحثك ، صار بلا بريق ، وما عانيت حتى تخرجه من حشايا الكتب صار كرة تتقاذفها الأقلام ، وما أصعب أن تقول : أنا الذى ...
ومشكلتى أيها القارئ الكريم ، أننى كتبت هذا البحث ، وكان الوقت ملكى والخبرة ليست فى يدى ، وأعود إليه الآن ، وقد ملكت الخبرة ، لكنّ الوقت ليس فى يدى ، والضرورة هى التى فرضت نفسها ، فالطبعتان الأولى والثانية نفدتا ، وتلاميذى يريدون شيئا «يحفظونه»!؟ فلا مفر من الطبعة الثالثة.
ولن أدّعى لقارئى الكريم ، أن هذه الطبعة «مزيدة ومنقحة» ، لأنها لا مزيدة ، ولا منقحة ، بل هى مصحّحة ، مصحّحة من أخطاء المطبعة ، مصححة من الآراء الضعيفة ، والأسلوب الركيك ، الذى لا مفر من تصويبهما ، ولا عذر فى تركهما على علاتهما ...
وأعدك ، أيها القارئ الكريم ، إن أتيحت لى الفرصة ، أن أعود لأضيف ، وأنقح ، فعندى ما أقدمه ، سأقدم لك خلاصة الخبرة والدربة والممارسة ، والله على ما أقول شهيد ... فإلى أن نلتقى فى الطبعة الرابعة ، إن شاء الله.
|
منير سلطان ٦٨ ش السيد محمد كريّم ـ الإسكندرية |