ب ـ نفس المراد بالكلام ؛ فإن كان الكلام طلبا كان تأويله نفس الفعل المطلوب. وإن كان خبرا كان تأويله نفس الشيء المخبر به ، وبين هذا المعنى والذي قبله فرق ظاهر (١) ..
ثانيا : عند الخلف : هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به(٢).
الفرق بين التفسير والتأويل
اختلف العلماء في بيان الفرق بين التفسير والتأويل :
ـ فقد ذهب بعضهم إلى أن التفسير والتأويل بمعنى واحد. وهؤلاء يمثلهم أبو عبيدة وطائفة معه.
ـ وقيل : التفسير أعم من التأويل ، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ ، والتأويل في المعاني ، كتأويل الرؤيا. والتأويل يستعمل أكثره في الكتب الإلهية. والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها.
وقيل غير ذلك (٣).
والراجح : أن التفسير ما كان راجعا إلى الرواية ، والتأويل : ما كان راجعا إلى الدراية ، وذلك : لأن التفسير معناه : الكشف والبيان ، والكشف عن مراد الله تعالى لا نجزم به إلا إذا ورد بطريق مأثور.
والتأويل : ملحوظ فيه ترجيح أحد احتمالات اللفظ بالدليل ، والترجيح يعتمد على الاجتهاد(٤).
أقسام التفسير (٥)
أولا : التفسير بالمأثور .. أي المنقول ، ويشمل :
١ ـ تفسير القرآن بالقرآن.
٢ ـ تفسير الرسول للقرآن.
٣ ـ تفسير الصحابة للقرآن.
٤ ـ تفسير التابعين للقرآن.
ولنعرّف كلّ نوع من هذه الأنواع.
١ ـ تفسير القرآن بالقرآن
اشتمل القرآن الكريم على الإيجاز والإطناب ، وعلى الإجمال والتبيين ، وعلى الإطلاق والتقييد ، وعلى العموم والخصوص.
__________________
(١) راجع : التفسير والمفسرون ١ / ١٩ ، ورقائق التفسير لابن تيمية ١ / ١٤٤.
(٢) راجع التفسير والمفسرون ١ / ٢٠.
(٣) راجع : الإتقان ٢ / ١٧٣ ، رقائق التفسير ١ / ١٤١ وما بعدها ، تفسير البغوي ١ / ١٨ ، مقدمة التفسير للراغب ص ٤٠٢ ـ ٤٠٣ ، التفسير والمفسرون ١ / ٢٠ وما بعدها.
(٤) التفسير والمفسرون (بتصرف وإيجاز) ص ٢٣.
(٥) ينقسم التفسير إلى أقسام متعددة باعتبارات مختلفة ... ولكننا نقصد هنا التقسيم من حيث الاتجاه العلمي ومصدر التفسير ..