ح ـ بيان معنى لفظ أو متعلقه :
مثال ذلك تفسير (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) و (الضَّالِّينَ).
فقد أخرج أحمد والترمذي ـ وحسنه ـ وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن المغضوب عليهم هم اليهود ، وإن الضالين هم النصارى».
خ ـ بيان أحكام زائدة على ما جاء في القرآن :
فقد أورد القرآن ـ مثلا ـ المحرمات في قوله تعالى : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ ... حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ ...) الآيات. فأثبتت الأحاديث زيادة على ذلك مثلا :
الجمع بين المرأة وعمتها ، والجمع بين المرأة وخالتها.
وهناك أنواع أخرى من تفسير الرسول صلىاللهعليهوسلم للقرآن.
يقول الطبري : «إن مما أنزل الله في القرآن على نبيه صلىاللهعليهوسلم ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول صلىاللهعليهوسلم وذلك تأويل جميع ما فيه من وجوه أمره ونهيه ، وندبه وإرشاده .... إلخ».
وقال أبو حيان : ـ في معرض حديثه عما يحتاج إليه المفسر :
الوجه الرابع : تعيين مبهم ، وتبيين مجمل ، وسبب نزول ، ونسخ ، ويؤخذ ذلك من النقل الصحيح عن الرسول صلىاللهعليهوسلم وذلك من علم الحديث.
القدر الذي فسره الرسول
من القرآن
الرأي الأول : اختلف العلماء في ذلك ، فقال بعضهم : كله ، وقال بعضهم : بعضه. فمن الذين قالوا : كله ، ابن تيمية .. يقول ـ ومن ذهب مذهبه ـ : إن النبي صلىاللهعليهوسلم بيّن لأصحابه كل معاني القرآن الكريم ، كما بين لهم ألفاظه ، فلم يترك فيه جزءا يحتاج إلى بيان إلا بينه وفسره.
وقد استدلوا على ذلك بما يأتي
١ ـ قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) فالبيان في الآية يتناول بيان معاني القرآن كله ، وبيان معاني ألفاظه.
٢ ـ ما روي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وابن مسعود ـ وغيرهما رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
وذكر الإمام مالك في الموطأ : أن ابن عمر أقام على حفظ سورة البقرة ثمان سنوات.