متجاورين بغير دار إقامة |
|
لو قد أجدّ رحيلهم لم يندموا |
فقال : لبثوا فى دار غبطة ، ثم قال : لو رحلوا لم يندموا.
ومثله قول جرير (١) :
فلم أر دارا مثلها دار غبطة |
|
وملقى إذا التفّ الحجيج بمجمع |
أقلّ مقيما راضيا بمقامه |
|
وأكثر جارا ظاعنا لم يودّع |
وهل يغتبط عاقل بمكان من لا يرضى به (٢).
وقول جميل (٣) :
خليلىّ فيما عشتما هل رأيتما |
|
قتيلا بكى من حبّ قاتله مثلى (٤) |
فلو تركت عقلى معى ما طلبتها (٥) |
|
ولكن طلابيها لما فات من عقلى |
زعم أنه يهواها لذهاب عقله ، ولو كان عاقلا ما هويها.
والجيّد قول الآخر (٦) :
وما سرنى أنّى خلىّ من الهوى |
|
ولو أن لى من بين شرق إلى غرب |
فإن كان هذا الحبّ ذنبى إليكم |
|
فلا غفر الرّحمن ذلك من ذنب |
وقول الآخر :
أحببت قلبى لما أحبّكم |
|
وصار رأيى لرأيه تبعا |
وربّ قلب يقول صاحبه |
|
تبّا لقلبى فبئس ما صنعا |
والجيد فى هذا المعنى قول البحترى (٧) :
ويعجبنى فقرى إليك ولم يكن |
|
ليعجبنى لو لا محبّتك الفقر |
وقول العرجى :
من ذكر ليلى وأىّ الأرض ما سكنت |
|
ليلى فإنى بتلك الأرض محتبس |
__________________
(١) الموشح : ٢١٢ ونسب فيه البيتان إلى كثير.
(٢) عبارة الموشح : وهل يغتبط عاقل بمكان ولا يرضى به.
(٣) ديوانه : ٤٨ ، والموشح : ١٥٩.
(٤) فى الموشح : قبلى.
(٥) فى رواية للموشح صفحة ١٦٠ : ما بكيتها.
(٦) هو مجنون بنى عامر كما فى سر الفصاحة صفحة ٢٤٦.
(٧) ديوانه : ٢١٨.