فقال : رحم الله امرأ لم تمجّ أذناه كلامى ، وقدم معاذه (١) من سوء مقامى ؛ فإنّ البلاد مجدبة ، والحال مسغبة (٢) ، والحياء زاجر يمنع من كلامكم ، والفقر عاذر يدعو إلى إخباركم ، والدعاء إحدى الصدقتين ؛ فرحم الله امرأ أمر بمير (٣) ، أو دعا بخير.
وقول بعضهم ـ يمدح رجلا : كان والله بعيد مسافة الرأى ، يرمى بهمّته حيث أشار الكرم ، يصافح عن صاحبه نوب الزمان ، ويتحسّى مرارة الإخوان ، ويسيغهم العذب ، ويعطفهم منه على ما جد ندب (٤).
__________________
(١) المعاذ : الذى يعاذ به.
(٢) أسغب : دخل فى المجاعة.
(٣) مار : جلب الطعام.
(٤) الندب : الخفيف فى الحاجة ، الظريف النجيب.