ترفل فى الدّار لها وفرة |
|
كوفرة الملط (١) الخليع الغلام |
كان ينبغى أن يقول : كوفرة الغلام الملط الخليع ، أو الغلام الخليع الملط ؛ فأمّا تقديم الصفة على الموصوف فرديء فى صنعة الكلام جدّا. وقوله أيضا : «بهجة العيش وحسن القوام» متنافر غير مقبول.
وقول ابن طباطبا :
وعجلة تشدو بألحانها |
|
وكانت الكيّسة الخادمه |
لو قال : «وكانت الخادمة الكيّسة» لكان أجود.
وينبغى ألّا يذكر فى التشبيب اسما بغيضا ؛ فقد أنشد جرير بعض ملوك بنى أميّة (٢) :
وتقول بوزع قد دببت على العصا |
|
هلّا هزئت بغيرنا يا بوزع |
فقال له الملك (٣) : أفسدتها ببوزع.
وقد يقدح فى الحسن قبح اسمه ، ويزيد فى مهابة الرجل فخامة اسمه ، ولهذا تكنّى البحترى بأبى عبادة ، وكان يكنّى أبا الحسن ؛ وشهد رجل عند شريح وكان الرجل يكنّى أبا الكويفر ، فردّ شهادته ، ولم يسأل عنه.
وسمع عمر بن عبد العزيز رحمهالله رجلا يكنى أبا العمرين ، فقال : لو كان عاقلا لكفاه أحدهما.
وأتى ظالم بن سرّاق عمر بن الخطاب رضى الله عنه ليستعمله فردّه ، وقال : أنت تظلم وأبوك يسرق ؛ وظالم هذا جدّ المهلّب بن أبى صفرة.
وهذه جملة كافية إذا تدبّرت ، وبالله التوفيق.
__________________
(١) الملط : الخبيث أو المختلط النسب.
(٢) ديوانه : ٣٤٢.
(٣) هو الوليد بن عبد الملك