كتب إليهم بما يمكن ترجمته ، فكتب : من محمد رسول الله إلى كسرى ابرويز عظيم فارس :
سلام على من اتّبع الهدى ، وآمن بالله ورسوله ، فأدعوك بداعية الله ، فإنى أنا رسول الله إلى الخلق كافّة لينذر من كان حيّا ، ويحقّ القول على الكافرين ، فأسلم تسلم ، فإن أبيت فإثم المجوس عليك.
فسهّل صلىاللهعليهوسلم الألفاظ كما ترى غاية التسهيل حتى لا يخفى منها شيء على من له أدنى معرفة فى العربية.
ولما أراد أن يكتب إلى قوم من العرب فخّم اللفظ ، لما عرف من فضل قوتهم على فهمه وعادتهم لسماع مثله.
فكتب لوائل بن حجر الحضرمى :
من محمد رسول الله إلى الأقيال (١) العباهلة من أهل حضر موت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، على التّبعة الشاة ، والتّيمة لصاحبها (٢) ، وفى السّيوب (٣) الخمس ؛ لا خلاط ولا وراط ولا شناق ولا شغار (٤) ، ومن أجبى فقد أربى ، وكلّ مسكر حرام (٥).
وكذلك كتابه صلىاللهعليهوسلم لأكيدر صاحب دومة الجندل (٦) :
__________________
(١) الأقيال : جمع قيل : الملك. أو من ملوك حمير. العباهلة : الأقيال المقرون على ملكهم فلم يزالوا عنه.
(٢) التيعة : الأربعون من الغنم أو أدنى ما تجب فيه الصدقة من الحيوان. والتيمة : الشاة الزائدة على الأربعين حتى تبلغ الفريضة الأخرى.
(٣) السيوب : الركاز.
(٤) خلاط : اختلاط الإبل. والشناق : ما بين الفريضتين فى الزكاة. والوراط فى الصدقة : الجمع بين متفرق. والشغار : أن يزوج الرجل امرأة على أن يزوجه أخرى بغير مهر وصداق كل واحدة منهما بضع الأخرى.
(٥) أجبى : الإجباء أن يغيب الرجل إبله عن المصدق ، من أجبأته إذا واريته. (وارجع إلى اللسان ـ مادة جبى ، والفائق : ١ ـ ٤١).
(٦) الفائق : ٣ ـ ٧٦.