ولو أنّ مشتاقا تكلّف غير ما |
|
فى وسعه لسعى إليك المنبر |
أخذه من قول العرحى فى صفة نساء :
لو كان حيّا قبلهنّ ظعائنا |
|
حيّا الحطيم وجوههن وزمزم |
إلّا أنه غير خاف.
وممن أخذ المعنى فزاد على السابق إليه زيادة حسنة أبو نواس فى قوله (١) :
يبكى فيذرى الدّرّ من نرجس |
|
ويلطم الورد بعنّاب |
أخذه من قول الأسود بن يعفر :
يسعى بها ذو تومتين كأنّما |
|
قنأت أنامله من الفرصاد (٢) |
وأخذ بعض المتأخرين بيت أبى نواس ، فزاد عليه زيادة عجيبة ، فقال :
وأسبلت لؤلؤا من نرجس فسقت |
|
وردا وعضّت على العنّاب بالبرد |
فجاء بما لا يقدر أحد أن يزيد عليه.
ومن ذلك أيضا قوله ـ وقد زاد فيه على الأوّل (٣) :
فتمشّت فى مفاصلهم |
|
كتمشى البرء فى السّقم |
أخذه من قول مسلم :
تجرى محبّتها فى قلب عاشقها |
|
مجرى المعافاة فى أعضاء منتكس |
وجميع ذلك مأخوذ من قول بعض ملوك اليمن :
منع البقاء تقلّب الشّمس |
|
وطلوعها من حيث لا تمسى |
يجرى على كبد السّماء كما |
|
يجرى حمام الموت فى النّفس |
ومن ذلك قول مسلم :
أحبّ الريح ما هبّت شمالا |
|
وأحسدها إذا هبّت جنوبا |
__________________
(١) الوساطة : ٣٢٢ ، ٣٢٧.
(٢) التومتان : مثنى تومة ، وهى الحبة من الدر والفرصاد : الحمرة
(٣) الوساطة : ٥٦.