ما زلت تحسب كلّ شيء بعدهم |
|
خيلا تكرّ عليهم ورجالا |
وكذا قصّرت الخنساء فى قولها :
ولو لا كثرة الباكين حولى |
|
على إخوانهم لقتلت نفسى |
وما يبكون مثل أخى ولكن |
|
أعزّى النّفس عنه بالتّأسّى |
عن قول الله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ).
من خفى السرق |
ومن خفىّ السرق أن أبا مسلم قال لجلسائه : أى الأعراض ألام؟ فقالوا وأكثروا. فقال : ألأمها عرض لم يرتع فيه حمد ولا ذم ؛ فأخذه المراغى ، فقال :
هجوت زهيرا ثم إنى مدحته |
|
وما زالت الأشراف تهجى وتمدح |
وأخذ علىّ بن الجهم قول الفرزدق (١) :
ما الباهلىّ بصادق لك وعده |
|
ومتى تعدك الباهليّة تصدق |
فقال (٢) :
الرّحّجيّون لا يوفون ما وعدوا |
|
والرّحّجيّات لا يخلفن ميعادا |
وسمع بعضهم قول العرب : إذا فارق القمر الثريا فقد ولّى الشتاء. فنظمه فقال :
إذا ما فارق القمر الثريّا |
|
لثالثة فقد ذهب الشتاء |
وسمعت قول النبى صلىاللهعليهوسلم : «يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم حيثما كانوا» ؛ فقلت :
يسعى بذمّتهم أدناهم وهم |
|
يد على من سواهم حيثما كانوا |
وهذا يدلّك على صحّة ما تقدّم.
__________________
(١) ديوانه : ٩٢.
(٢) ديوانه : ١٢٤ ، وفيه الرخجيون والرخجيات ـ بالخاء.