فأمّا إذا كانت إلى غير ماجد |
|
فقد ذهبت فى غير أجر ولا شكر |
إذا المرء ألقى فى السّباخ بذوره |
|
أضاع فلم ترجع بزرع ولا بذر |
وقال : لا يخفى فضل ذى العلم وإن أخفاه كالمسك يخبأ ويستر ، ثم لا يمنع ذلك رائحته أن تفوح. أخذه الصاحب فكتب : فأنت ـ أدام الله عزّك ـ وإن طويت عنّا خبرك ، وجعلت وطنك وطرك ، فأنباؤك تأتينا ، كما وشى بالمسك ريّاه ، ونمّ على الصباح محيّاه.
وقال أيضا : الرجل ذو المروءة يكرم على غير مال كالأسد يهاب وإن كان رابضا ، والرجل الذى لا مروءة له يهان وإن كان غنيا كالكلب يهون على الناس وإن عسّ وطوّف.
وقال : المودّة بين الصالحين سريع اتصالها بطىء انقطاعها كآنية الذهب التى هى بطيئة الانكسار هيّنة الإعادة ؛ والمودة بين الأشرار سريع انقطاعها بطىء اتصالها كآنية الفخّار يكسرها أدنى شيء ، ولا وصل لها.
وقال : لا يردّ بأس العدوّ القوىّ بمثل التذلّل له ، كما أنّ العشب إنما يسلم من الريح العاصف بلينه لها وانثنائه معها.
وقال : لا يحبّ للمذنب أن يفحص عن أمره لقبح ما ينكشف عنه ، كالشيء المنتن كلما أثير ازداد نتنا.
وقال أيضا : من صنع معروفا لعاجل الجزاء فهو كملقى الحبّ للطير لا لينفعها بل ليصيدها به.
وقال أيضا : المال إذا كان له مدد يجتمع منه ولم يصرف فى الحقوق أسرع إليه الهلاك من كل وجه ، كالماء إذا اجتمع فى موضع ولم يكن له طريق إلى النفوذ تفجّر من جوانبه فضاع.
وقال أيضا : الأدب يذهب عن العاقل السكر ويزيد الأحمق سكرا ، كالنهار يزيد البصير بصرا ويزيد الخفّاش سوء بصر.