ولا يكاد يرى تشبيه أبرد من هذا.
وكتب آخر إلى أخ له يعتذر من ترك زيارته : قد طلعت فى إحدى أثيىّ بثرة ، فعظمت حتى كأنها الرمانة الصغيرة.
وقال علىّ الأسوارى : فلما رأيته اصفرّ وجهى حتى صار كأنه لون الكشّوت (١).
وقال له محمد بن الجهم : كم آخذ من الدواء الذى جئت به؟ قال : مقدار بعرة.
فجاء بلفظ قذر ، ولم يبن عن المراد ؛ لأن البعر يختلف فى الكبر والصغر ، ولا يعرف أبعرة ظبى أراد أم بعرة شاة أم بعرة جمل.
ومن التشبيه المتنافر قول الجمانى يصف ليلا :
كأنما الطرف يرمى فى جوانبه |
|
عن العمى وكأن النجم قنديل |
اجتماع العمى والقنديل فى غاية التنافر.
ومن رديء التشبيه قول ابن المعتز :
أرى ليلا من الشعر |
|
على شمس من الناس |
الجمع بين الليل والناس رديء. وقد وقع هاهنا باردا.
__________________
(١) الكشوث : نبات مجتث مقطوع الأصل ، وقيل : لا أصل له وهو أصفر يتعلق بأطراف الشوك.