وقال ذى الرّمة :
سقاه الكرى كأس النعاس فرأسه |
|
لدين الكرى من آخر الليل ساجد |
قوله : «سقاه الكرى» جيد. وقوله : «لدين الكرى» بعيد عندى.
وقال مضرس ابن ربعىّ :
أذود سوام الطرف عنك وماله |
|
على أحد إلّا عليك طريق |
وقال تأبط شرا (١) :
ويسبق وفد الرّيح من حيث تنتحى |
|
بمنخرق من شدّه المتدارك (٢) |
إذا حاص عينيه كرى النوم لم يزل |
|
له كالئ من قلب شيحان فاتك (٣) |
ويجعل عينيه ربيئة قلبه |
|
إلى سلّة من صارم الغرب باتك (٤) |
إذا هزّه فى عظم قرن تهللت |
|
نواجذ أفواه المنايا الضواحك |
فى كل بيت من هذه الأبيات استعارة بديعة ، وقد أخذ رؤبة قوله : «ويسبق وفد الريح» فقال (٥) :
يسبق وفد الريح (٦) من حيث انخرق
وقال الراعى :
يدعو أمير المؤمنين ودونه |
|
خرق (٧) تجرّ به الرياح ذيولا |
وقال أوس :
ليس الحديث ينهى بينهنّ ولا |
|
سرّ يحدّثنه فى الحىّ منشور |
__________________
(١) ديوان الحماسة : ١ ـ ٩٢.
(٢) وفد الريح : أولها. وينتحى : يقصد. والمنخرق : السريع. والمتدارك : المتلاحق.
(٣) حاص : خاط. والشيحان : الحازم.
(٤) الربيئة : الرقيب. والسلة : المرة ، من سل السيف. والباتك : القاطع.
(٥) أراجيز العرب : ٢٣.
(٦) فى ب : «بكل وفد الريح».
(٧) الخرق : الفلاة الواسعة.