وقوله (١) :
قرت بقرّان عين الدين وانشترت |
|
بالأشترين عيون الشّرك فاصطلما (٢) |
فهذا مع غثاثة لفظه وسوء التجنيس فيه يشتمل على عيب آخر ، وهو أن انشتار العين لا يوجب الاصطلام ، وقوله (٣) :
إن من عقّ والديه لملعو |
|
ن ومن عقّ منزلا بالعقيق |
وقوله (٤) :
خشنت عليه أخت بنى خشين
وهذا فى غاية الهجانة والشناعة.
وقد جاء فى أشعار المتقدمين من هذا الجنس نبذ يسير منه قول امرئ القيس (٥) :
وسنّ كسنّيق سناء وسنّما |
|
ذعرت بمدلاج الهجير نهوض (٦) |
ولم يعرف الأصمعى وأبو عمرو معنى هذا البيت ، وقال الأعشى (٧) :
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعنى |
|
شاو مشلّ شلول شلشل شول |
تبعه مسلم بن الوليد ، فقال (٨) :
سلّت وسلت ثم سلّ سليلها |
|
فأتى سليل سليلها مسلولا |
وقال أبو الغمر يصف السحاب :
نسجته الجنوب وهى صناع |
|
فترقّى كأنه حبشىّ |
وقرى كل قرية كان يقرو |
|
ها قرى لا يجف منه قرىّ |
وهذا مستهجن لا يجوز لمتأخر أن يجعله حجة فى إتيان مثله ؛ لأن هذا وأمثاله شاذ معيب ، والعيب من كل أحد معيب ، وإنما الاقتداء فى الصواب لا فى الخطأ.
__________________
(١) ديوانه : ٢٠٣.
(٢) قران : محل. انشترت : انشقت. اصطلم : قطع من أصله.
(٣) ديوانه : ٢٢٥.
(٤) ديوانه : ٣٢١ ، وبقيته :
وأنجح فيك قول العاذلين
(٥) ديوانه : ١١٣ ، ومعانى الشعر الكبير : ٧٧٢.
(٦) سن : ثور. وسنيق : جبل. سناء : ارتفاع. سنما : بقرة. مدلاج ؛ من دلج : أى مشى.
(٧) المعنقات : ٢٨٩.
(٨) نهاية الأرب : ٧ ـ ٩٨.