من فساد التفسير |
ومن عيوب هذا الباب ما أنشده قدامة (١) :
فيا أيها الحيران فى ظلمة الدجى |
|
ومن خاف أن يلقاه بغى من العدا |
تعال إليه تلق من نور وجهه |
|
ضياء ومن كفيه بحرا من الندى |
وكان يجب أن يأتى بإزاء بغى العدا بالنصرة أو بالعصمة أو بالوزر أو ما يجانس ذلك مما يحتمى به الإنسان ، كما وضع بإزاء الظلمة الضياء. فأما إذا وضع بإزاء ما يتخوّف من بغى العدا بحرا من الندى فليس ذلك تفسيرا لذلك.
ومن فساد التفسير ما كتب بعضهم : من كان لأمير المؤمنين كما أنت له من الذّبّ عن ثغوره والمسارة إلى ما يهيب به إليه من صغير أمره وكبيره كان جديرا بنصح أمير المؤمنين فى أعماله ، والاجتهاد فى تثمير أمواله ؛ فليس الذى قدّم من الحال التى عليها هذا العامل من الذّب عن الثغور والمسارعة فى الخطوب ما سبيله أن يفسّر بالنصح فى الأعمال وتثمير الأموال. ولعلّه لو أضاف إلى ذكر الذّب عن الثغور ذكر الحياطة فى الأمور لكان بهذا المضاف يجوز أن يفسّر بالنصح فى الأعمال والتثمير للأموال.
__________________
(١) نهاية الأرب : ٧ ـ ١٣٠.