وفلان قد طوى كشحه عن فلان ، إذا ترك مودّته وصحبته. ويقولون : كبا زند العدوّ ، وصلف زنده ، وأفل نجمه ، وذهبت ريحه ، وأطفئت جمرته ، وأخلف نوءه ، وأخلقت جدّته ، وانكسرت شوكته ، وكلّ حدّه ، وانقطع بطانه ، وتضعضع ركنه ، وضعف عقده ، وذلت عضده ، وفتّ فى عضده ، ورق جانبه ، ولانت عريكته ، يقال ذلك فيه إذا ولّى أمره ؛ تمثيلا وتشبيها.
وقال النبى صلىاللهعليهوسلم : «إيّاكم وخضراء الدمن» ، أراد المرأة الحسناء فى منبت السوء ، فأتى بغير اللفظ الموضوع لها تمثيلا. وقال بعضهم : كنا فى رفقة فضللنا الطريق ، فاسترشدنا عجوزا فقالت : استبطن الوادى ، وكن سيلا حتى تبلغ.
وكتب أحمد بن يوسف إلى عبد الله بن طاهر عن المأمون بعزله عن ديار مصر ، وتسليم العمل إلى إسحاق بن إبراهيم : أما بعد! فإن أمير المؤمنين قد رأى تولية إسحاق بن إبراهيم ما تتولاه من أعمال المعاون بديار مصر ، وإنما هو عملك نقل منك إليك. فسلمه من يدك إلى يدك والسلام. واغتاب رجل رجلا عند سلم بن قتيبة ، فقال له سلم : اسكت ، فو الله لقد تلمّظت مضغة طالما لفظها الكرام.
ومن المنظوم قول طرفة :
أبينى ، أفى يمنى يديك جعلتنى |
|
فأفرح أم صيّرتنى فى شمالك |
أى أبينى منزلتى عندك أوضيعة هى أم رفيعة ؛ فذكر اليمين وجعلها بدلا من الرفعة ، والشمال وجعلها عوضا من الضّعة. وأخذه الرّمّاح بن ميّادة ، فقال (١) :
ألم تك فى يمنى يديك جعلتنى |
|
فلا تجعلني بعدها فى شمالكا |
ولو أنّنى أذنبت ما كنت هالكا |
|
على خصلة من صالحات خصالكا |
وقال آخر (٢) :
تركت الرّكاب لأربابها |
|
وأكرهت نفسى على ابن الصّعق |
__________________
(١) نقد الشعر : ٩٥.
(٢) نقد الشعر : ٩٦.