الخوان فى أنفى فهذا يستعدى علىّ ، فقلت له : أما تستحى مما تقول؟ فقال : الطلاق له لازم لو أن عصفورا نقر حبّة من طعام بيدره ما رضى حتى يؤتى بالعصفور مشويا بين رغيفين ، والرغيفان من عند العصفور! قلت : قبحك الله! ما أعظم تعدّيك! فقال : علىّ المشى إلى بيت الله الحرام إن لم يكن صعود السماء على سلم من زبد حتى يأخذ بنات نعش أيسر عليه من أن يطعمك رغيفا فى اليوم.
من المنظوم |
ومن المنظوم قول امرئ القيس (١) :
من القاصرات الطرف لو دبّ محول |
|
من الذّرّ فوق الإتب منها لأثّرا (٢) |
وقول الأعشى (٣) :
فتى لو ينادى الشمس ألقت قناعها |
|
أو القمر السارى لألقى المقالدا |
ينادى : أى يجالس ؛ وقول أبى الطمحان (٤) :
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم |
|
دجى الليل حتى نظّم الجزع ثاقبه |
ومثله (٥) :
وجوه لو ان المدلجين اعتشوا بها |
|
صدعن الدجى حتى ترى الليل ينجلى |
وقول الآخر :
من البيض الوجوه بنى سنان |
|
لو انك تستضيئ بهم أضاءوا |
وقول النابغة الجعدى (٦) :
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا |
|
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا |
وقول النّمرى (٧).
تظلّ تحفر عنه إن ضربت به |
|
بعد الذراعين والساقين والهادى |
__________________
(١) ديوانه : ١٠٣.
(٢) القاصرات الطرف : النساء اللائى قصرن أعينهن عن الرجال. والمحول : الذى أتى عليه حول. والإتب : قميص غير مخيط.
(٣) اللسان (ندى).
(٤) عيون الأخبار : ٤ ـ ٢٤ ، ونسبه إلى لقيط ، وهو فى الكامل : ١ ـ ١٦٨ لأبى الطمحان.
(٥) عيون الأخبار : ٤ ـ ٢٥ ، واللسان (عشا) ونسبه إلى مزاحم العقيلى.
(٦) مهذب الأغانى : ٢ ـ ٧٥.
(٧) مهذب الأغانى : ٢ ـ ١٠٤ ، وروايته :
تظل تحفر عنه الأرض مندفعا