فقولى : «الحياة فى ظل اليسر والسعة». و «البقاء فى كنف الخفض والدعة». وقولى : «إقبال الحبيب مع إدبار الرقيب» وقولى : «الخصب بعد عموم الجدب» ، وما بعده إلى آخر الفصول مبالغات.
من عيوب المبالغة |
ومن عيوب هذا الباب قول بعض المتأخرين (١) :
فلا غيضت بحارك يا جموما |
|
على علل الغرائب والدّخال (٢) |
أراد أن يقول : إنك كثير الجود على كثرة سؤالك فلا نقصت ؛ فعبر عنه بهذه العبارة الغثّة ، والجموم : البئر الكثيرة الماء ؛ وقوله (٣) :
ليس قولى فى شمس فعلك كالشم |
|
س ولكن فى الشّمس كالإشراق |
على أن حقيقة معنى هذا البيت لا يوقف عليها.
ومن رديء المبالغة قول أبى تمام (٤) :
ما زال يهذى بالمكارم والعلا |
|
حتى ظننّا أنه محموم |
أراد أن يبالغ فى ذكر الممدوح باللهج بذكر الجود ، فقال : «ما زال يهذى» فجاء بلفظ مذموم ، والجيد فى معناه قول الآخر :
ما كان يعطى مثلها فى مثله |
|
إلا كريم الخيم أو مجنون |
قسم قسمين : ممدوحا ومذموما ، ليخرج الممدوح من المذموم إلى الممدوح المحمود.
ومن جيد المبالغة قول عمرو بن حاتم :
خليلىّ أمسى حبّ خرقاء قاتلى |
|
ففى الحبّ منى وقدة وصدوع |
ولو جاورتنا العام خرقاء لم نبل |
|
على جدبنا ألّا يصوب ربيع |
قوله : «على جدبنا» مبالغة جيدة.
__________________
(١) المتنبى ، ديوانه : ٣ ـ ٢٠.
(٢) العلل : الشرب الثانى. الغرائب : جمع غريبة ؛ وهى التى ترد الحوض ، وليست لأهل الحوض. والدخال أن يدخل بعير قد شرب بين بعيرين لم يشربا.
(٣) المتنى ، ديوانه : ٢ ـ ٣٧١.
(٤) ديوانه : ٣٠٠.