ومنها ما يوافق أول كلمة منها آخر كلمة فى النصف الأخير ، كقول الشاعر (١) :
سريع إلى ابن العم يلطم وجهه |
|
وليس إلى داعى الوغى (٢) بسريع |
وقول ابن الأسلت :
أسعى على جلّ بنى مالك |
|
كلّ امرئ فى شأنه ساع |
ومنه ما يكون فى حشو الكلام فى فاصلته ، كقول الله تعالى : (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً). وقوله تعالى : (قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب (وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى). وكقول امرئ القيس (٣) :
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه |
|
فليس على شيء سواه بخزّان |
وقول الآخر :
كذلك خيمهم ولكل قوم |
|
إذا مستهم الضراء خيم |
وقول زهير (٤) :
ولأنت تفرى ما خلقت (٥) وبع |
|
ض القوم يخلق ثم لا يفرى |
وقال جرير (٦) :
سقى الرمل جون مستهلّ ربابه |
|
وما ذاك إلّا حبّ من حلّ بالرمل (٧) |
أخذه من قول النّمرىّ :
لعمرك ما أسقى البلاد لحبها |
|
ولكنما أسقيك حار بن تولب |
وقول ابن مقبل :
يا حرّ من يعتذر من أن يلمّ به |
|
ريب المنون فإنى لست أعتذر |
__________________
(١) هو الأقيشر ، معاهد التنصيص : ٣ ـ ٢٤٢.
(٢) فى المعاهد : «الندى».
(٣) ديوانه : ١٢٥.
(٤) ديوانه : ٩٤.
(٥) الخالق : الذى يقدر ويهيئ للقطع.
(٦) ديوانه : ٤٦٠.
(٧) الجون : السحاب الأسود. والرباب : ما كان دون السحاب.